مرض الديسك: هل الجلوس المكتبي هو السبب؟

 

مرض الديسك: هل الجلوس المكتبي هو السبب؟

في عصر التكنولوجيا والعمل المكتبي، أصبحت فترات الجلوس الطويلة جزءًا أساسيًا من حياة الكثيرين. ومع الاعتماد المتزايد على الأجهزة الحاسوبية في العمل، يقضي الناس ساعات طويلة في وضعية الجلوس دون حراك. هذا النمط من الحياة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية متعددة، وأبرزها الإصابة بمرض الديسك (الانزلاق الغضروفي). في هذا المقال، سنستعرض العلاقة بين الجلوس المكتبي المطول ومرض الديسك، وكيفية الوقاية من هذه المشكلة.

 

ما هو مرض الديسك؟

مرض الديسك، المعروف أيضًا بالانزلاق الغضروفي، يحدث عندما يتمزق أو يتحرك القرص الغضروفي الموجود بين فقرات العمود الفقري. هذه الأقراص تعمل كوسائد لامتصاص الصدمات وتسهيل الحركة بين الفقرات. عندما ينزلق أو يتمزق أحد هذه الأقراص، قد يؤدي إلى ضغط على الأعصاب المحيطة، مما يسبب ألمًا شديدًا في الظهر وقد يمتد إلى الأطراف.

 

كيف يؤثر الجلوس المكتبي على العمود الفقري؟

الجلوس لفترات طويلة دون حركة يضع ضغطًا كبيرًا على العمود الفقري، خاصة منطقة أسفل الظهر. إليك كيف يمكن أن يؤدي الجلوس المكتبي إلى مشاكل في الظهر ومنها مرض الديسك:

 

وضعية الجلوس الخاطئة: الجلوس في وضعية غير صحيحة، مثل تقوس الظهر أو إمالة الرأس للأمام لفترات طويلة، يضعف العضلات الداعمة للعمود الفقري ويزيد من الضغط على الأقراص الفقرية.

 

قلة الحركة: الجلوس المطول دون القيام بحركات منتظمة يجعل العضلات والأنسجة الرابطة حول العمود الفقري تتعرض للإجهاد، مما يزيد من خطر تعرض الأقراص الفقرية للتلف أو الانزلاق.

 

ضعف الدورة الدموية: الجلوس لفترات طويلة يقلل من تدفق الدم إلى منطقة الظهر، مما يحد من وصول العناصر الغذائية المهمة إلى الأقراص الغضروفية، مما يساهم في تآكلها على المدى الطويل.

 

زيادة الوزن: الجلوس المطول يقلل من حرق السعرات الحرارية ويزيد من احتمالية زيادة الوزن، الذي يشكل بدوره ضغطًا إضافيًا على العمود الفقري ويزيد من احتمالية الإصابة بالانزلاق الغضروفي.

 

ما هي أعراض مرض الديسك؟

يمكن أن تختلف أعراض مرض الديسك بناءً على مكان الإصابة ومدى الضغط على الأعصاب، ولكن الأعراض الشائعة تشمل:

ألم في أسفل الظهر: قد يكون الألم مستمرًا أو يأتي على شكل نوبات حادة.

تنميل أو وخز في الأطراف: نتيجة ضغط القرص الغضروفي على الأعصاب.

ضعف العضلات: قد يؤدي الانزلاق الغضروفي إلى ضعف العضلات، مما يجعل من الصعب أداء المهام اليومية.

ألم ينتشر إلى الساقين أو الذراعين: في بعض الحالات، قد يمتد الألم إلى الساقين (عرق النسا) أو إلى الذراعين، حسب موقع الانزلاق.

كيفية الوقاية من تأثيرات الجلوس المكتبي على العمود الفقري؟

لتجنب الإصابة بمرض الديسك أو التخفيف من آثاره المرتبطة بالجلوس المكتبي، إليك بعض النصائح المهمة:

تحسين وضعية الجلوس:

اجلس بحيث يكون ظهرك مستقيمًا مع دعم أسفل الظهر.

حافظ على قدميك مستويتين على الأرض أو على دعامة للقدمين.

تأكد من أن شاشة الكمبيوتر تكون في مستوى العين لتجنب انحناء الرقبة.

أخذ فترات استراحة منتظمة:

حاول أن تقوم من مقعدك كل 30-60 دقيقة للحركة والتمدد.

قم ببعض التمارين البسيطة لتمديد العمود الفقري وتحريك العضلات المحيطة.

استخدام كرسي مريح:

اختر كرسيًا مكتبيًا يدعم الظهر بشكل جيد ويتيح لك ضبط الارتفاع وزاوية الجلوس.

يمكن أن يساعد استخدام وسادة دعم أسفل الظهر في الحفاظ على الانحناء الطبيعي للعمود الفقري.

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام:

تقوية عضلات البطن والظهر تساعد في دعم العمود الفقري وتقليل الضغط على الأقراص الفقرية.

مارس تمارين مثل السباحة، المشي، أو تمارين التمدد اليومية للحفاظ على مرونة العمود الفقري.

التخلص من الوزن الزائد:

تقليل الوزن الزائد يقلل من الضغط على العمود الفقري ويقلل من خطر الإصابة بالانزلاق الغضروفي.

 

العلاج والتعامل مع مرض الديسك

 

إذا كنت تعاني من أعراض مرض الديسك، من المهم استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب. يمكن أن يشمل العلاج:

العلاج الطبيعي: تمارين خاصة تهدف إلى تقوية العضلات المحيطة بالعمود الفقري وتحسين المرونة.

الأدوية: لتخفيف الألم وتقليل الالتهاب، قد يوصي الطبيب بمسكنات الألم أو أدوية مضادة للالتهاب.

الجراحة: في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج التقليدي، قد يحتاج المريض إلى جراحة لتخفيف الضغط على الأعصاب.

 

الجلوس المكتبي لفترات طويلة قد يكون جزءًا لا يتجزأ من الحياة الحديثة، لكن من المهم أن ندرك تأثيراته السلبية المحتملة على صحة العمود الفقري. مرض الديسك هو أحد المشاكل التي يمكن أن تنجم عن الجلوس غير الصحيح وقلة الحركة. من خلال اتخاذ خطوات وقائية بسيطة مثل تحسين وضعية الجلوس والحفاظ على النشاط البدني، يمكن تقليل خطر الإصابة بمرض الديسك والتمتع بحياة صحية وخالية من الألم.