هل طقطقة الأصابع ضارة؟

 

طقطقة الأصابع: الكيفية وهل هي خطيرة؟

 

طقطقة الأصابع، أو ما يُعرف بالشعور المريح الذي يشعر به البعض عند كسر مفاصل أصابعهم، هي عادة شائعة يمارسها العديد من الناس بانتظام. على الرغم من أن الكثيرين يتساءلون عما إذا كانت هذه العادة ضارة على المدى الطويل، فإن العلم يوضح أن طقطقة الأصابع عملية فسيولوجية طبيعية لا تشكل خطورة على المفاصل في معظم الحالات.

 

كيف تحدث طقطقة الأصابع؟

عندما نطقطق أصابعنا، نحن نمدّ المفاصل في اليدين بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى زيادة حجم الفراغ في المفصل. هذه المفاصل مملوءة بسائل يُسمى السائل الزليلي، وهو سائل لزج يعمل على تزييت وحماية المفاصل من الاحتكاك. عند تمدد المفصل بشكل سريع، يزداد حجم التجويف المفصلي فجأة، مما يؤدي إلى انخفاض الضغط في هذا الفراغ. هذا الانخفاض السريع في الضغط يتسبب في تكون فقاعات غازية في السائل الزليلي. وعندما تنفجر هذه الفقاعات، نسمع الصوت الذي نعرفه كـ"طقطقة".

 

تشير الدراسات إلى أن هذه الفقاعات تستغرق حوالي 20 دقيقة حتى تذوب مرة أخرى في السائل الزليلي، وهو السبب وراء عدم قدرتك على طقطقة نفس المفصل بشكل متكرر في وقت قصير.

 

لماذا يتمكن بعض الأشخاص من طقطقة أصابعهم بينما لا يتمكن آخرون؟

القدرة على طقطقة الأصابع تعتمد على عدة عوامل:

 

مرونة الأربطة والمفاصل

لدى بعض الأشخاص مرونة طبيعية في المفاصل، مما يسمح لهم بتمديد مفاصلهم بدرجة أكبر، وبالتالي يسهل عليهم توليد الضغط اللازم لتشكيل الفقاعات الغازية. هذه المرونة قد تكون وراثية في بعض الحالات، مما يجعل بعض الأفراد أكثر قدرة على طقطقة الأصابع من غيرهم.

السائل الزليلي

الأشخاص الذين لديهم كمية أعلى من السائل الزليلي أو تكون سوائلهم الزليليّة أكثر لزوجة، قد يكونون أكثر قدرة على طقطقة الأصابع. يمكن أن يؤثر النظام الغذائي ومستوى الترطيب في الجسم على لزوجة هذا السائل.

البنية التشريحية للمفاصل

قد تكون بنية المفصل نفسه عند بعض الأفراد أقل مرونة أو أكثر ثباتًا، مما يجعل من الصعب توليد الضغط اللازم للطقطقة. الأشخاص الذين يعانون من مشاكل أو تقييد في حركة المفاصل بسبب إصابات أو التهابات قد يجدون صعوبة في ممارسة هذه العادة.

 

هل طقطقة الأصابع خطيرة؟

تعد طقطقة الأصابع عادة مثيرة للجدل، إذ يربطها البعض بالخرافات مثل تسببها في الإصابة بالتهاب المفاصل أو الضرر طويل الأمد للمفاصل. ومع ذلك، فإن الأدلة العلمية حتى الآن تشير إلى أن طقطقة الأصابع ليست ضارة على المدى الطويل. دراسة شهيرة أجراها الدكتور دونالد أنجر، الذي قام بطقطقة أصابع يد واحدة فقط لمدة 60 عامًا، لم يجد أي فرق في صحة المفاصل بين يديه، ولم يصب بالتهاب المفاصل في أي يد.

 

هل هناك أي مخاطر محتملة؟

في حين أن طقطقة الأصابع لا ترتبط بشكل مباشر بتلف المفاصل، فإن هناك بعض الحالات التي يمكن أن تشكل خطرًا محتملًا:

 

الألم أو التورم

إذا كنت تشعر بألم أو تورم بعد طقطقة الأصابع، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة أساسية في المفاصل، مثل التهاب المفاصل أو إصابة. في هذه الحالة، يوصى بالتوقف عن ممارسة هذه العادة واستشارة طبيب مختص.

 

تمدد الأربطة

على الرغم من أن طقطقة الأصابع بشكل طبيعي لا تؤدي إلى تمدد الأربطة، فإن الإفراط في تمديد المفاصل بشكل قسري قد يسبب ضررًا للأربطة والأنسجة المحيطة بالمفصل، مما قد يؤدي إلى عدم استقرار المفصل مع مرور الوقت.

 

طقطقة الأصابع المرتبطة بالعادات العصبية

بعض الأشخاص يلجأون إلى طقطقة الأصابع كعادة عصبية استجابةً للتوتر أو القلق. إذا كانت العادة تتكرر بشكل مفرط وتؤثر على الحياة اليومية، فقد يكون من المفيد استشارة مختص في الصحة النفسية أو العادات العصبية لمعالجة السبب الأساسي.

 

العادة قد تكون غير ضارة ولكن بحذر

في النهاية، طقطقة الأصابع ليست عادة ضارة بشكل عام، ولا توجد أدلة قوية تربطها بتلف المفاصل أو التهاب المفاصل. ومع ذلك، إذا كنت تشعر بألم أو عدم راحة بعد ممارسة هذه العادة، فمن المهم مراجعة الطبيب. تذكر أن الحفاظ على صحة المفاصل والعضلات بشكل عام يعتمد على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحفاظ على تغذية متوازنة، مع الحرص على عدم ممارسة عادات قد تضر بالجسم في المستقبل.